الآن حصحص الحق

بداية، الكل يعرف موقفي من حبس خالد الفضاله. ويكفي القاريء العوده لآخر موضوع ليعلم مقدار تعاطفي معه. وقد كانت لدي بعض الملاحظات التي امتنعت عن ذكرها في خضم ماجرى لأسباب عديدة. أما وقد منّ الله على الفضاله بالافراج فأقول -لبعض- مؤيديه من أتباع التحالف الوطني الديموقراطي:٩
.

١.رأينا حوادث شبيهة لحالة خالد في مواضع عدة في التاريخ السياسي القريب جدا. وعندما أقول شبيهة، فإني لا أقيس صفاء النيّة القلبية أو نبل الموقف، ولا مقدار الوطنية -التي عيّن الكثيرون منهم أنفسهم أوصياء عليها يوزعون صكوكها كيفما وحيثما شاؤوا- وإنما أتكلم عن تطبيق القانون فحسب. وعلى سبيل المثال لا الحصر، أذكر حينما اشتدت المواجهات بين وزارة الداخليه والمشاركين في الفرعيات ووصل الحال إلى مارأينا من تدخل القوات الخاصة والطائرات وتفتيش البيوت..كان الرد بأنهم يطبقون القانون و -حيلهم فيهم-! وحينما هدد خالد الطاحوس بالتجمعات وتم اقتياده إلى مبنى أمن الدوله كان الرد بمثله. أرجوكم لحد يقولي هذي جريمه والثانيه قضية أمن الدولة..خالد مع اختلاف الظروف كلية قد قام بما جرمه القانون في البداية على الأقل! والسؤال..هل الدعوة إلى تطبيق القانون تتم متى وعلى ماتشتهون؟٩
.

٢. تناديتم بحرية الرأي التي كفلها الدستور. ولو أنني كنت أتمنى عدم لجوء رئيس الوزراء للقضاء -راجع موضوعي السابق- ولكن..ألم يكفل الدستور أيضاً حقه في التقاضي؟ فلم الانتقائية في التمسك بمواد الدستور؟٩

.

٣.كثر الغمز واللمز عند صدور الحكم الأولي القاضي بحبس الفضاله، وبأن بعض الأحكام برّأت من سرقوا الملايين وأتوا الكبائر..الخ. ألحين لما هدّوه صار القضاء نزيه ولافي أحلى منّه؟ موقفين متناقضين في أقل من إسبوع؟!٩

.

٤.كالعادة، لاتعجبني طريقة تعاملهم مع مثل هذه الحالات. خلط الحابل بالنابل..مزج صحّة تطبيق القانون مع الشكوك التي تدور حول الاموال التي صرفها ديوان رئيس الوزراء..التمِسكن وتعليق الباجات وكلنا خالد وإضاءة الشموع..ولو كان خالد في بيتهم كان شجع أسبانيا -مع إن أعداد الذين تواجدوا فعليا لدعمه يعدون عالاصابع- شالكلام؟الرجل وطني ودافع بروحه عن مايعتقده في مصلحة بلده. استغلوا زلة لسانه وأرادوها ورقة ضغط ليحيد عن طريقه فأبى. كان من المفترض التعامل مع الموضوع بتنظيم أفضل وجدية أكبر كما فعل خالد نفسه. توضع الحقائق وتدرس المعطيات ومايمكن فعله للكويت قبل خالد. التحدث عن الفساد، التوجه للمحكمة لرفع القضايا، تبيان أسباب حبس خالد والبلاوي التي تحدث في البلد وغيره.٩

.

 ٥.الزبده: هل بعضهم فعلاً بسيط التفكير ليقع في هذا الكم من التناقضات فيكيل بميكيالين؟ هل منهم من لم يستوعب الانتقائية في ماحدث؟ أم أن منهم من افترض غباءنا وأراد استغلال "وَهم" سذاجتنا..فخلطوا الامور ببعضها ودسّوا السّم بالعسل..صحيح أفعالهم بالمشبوه منها..ثم أرادوا فرض كل شيء علينا كحقائق لاتقبل النقاش؟٩

.

ياتحالف ياوطني يامحترمين، إذا كانوا يدعّون الوطنية وحب الوطن..إن كانوا يرون في فكرهم الطريقه المستنيره التي ستقود الكويت إلى التقدم والازدهار..فإن ذلك لن يتم ولن يصدقهم أحد مالم يبدأوا في احترام عقول النّاس والابتعاد عن التلون في مواقفهم..ولن يحققوا مآربهم مالم ينتهوا عن ادّعاء كمالهم واحتكار الوطنية فيهم مقابل تهميش وتحقير وتخوين كل من يعارضهم.٩

.

أخيراً: نبارك لخالد الفضاله ولعائلته الكريمة الإفراج عنه، لا أراهم الله مكروهاً بعزيز، متمنياً عليه أن يعيد حساباته ليصل إلى نتائج هو أدرى بها.٩