الآن حصحص الحق

مشكلة البعض من الزملاء، أنه يعتقد أننا لانقرأ مابين السطور..أو أنهم يراهنون على ذاكرتنا الضعيفة، لابأس.9

مشكلة البعض الآخر، أنه يكتب من أجل الكتابة فقط، ويطرح المواضيع من أجل الجدل لاغير..فتُكتب المواضيع الطوال..وتصاغ الجمل الفصاح..ولايخرج القاريء بفائدة أو مقصد غير غمز الكاتب ولمزه لزملاءه بطريقة لايفهمها إلا كاتبها!9

عزيزي الكاتب: هل سمعت عن قصة المخلفين الثلاثة؟ ثلاثة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، تخلفوا عن غزوة تبوك بدون عذر. وعندما رجع النبي عليه أفضل الصلاة والسلام، جاءه المعذرون من المنافقين ومن قلة من المؤمنين المستضعفين والعاجزين، ولم يتخلف من أهل الإيمان والتقوى إلا هؤلاء الثلاثة. فكان أن دخلوا على النبي صلى الله عليه وسلم ليعتذروا ويعترفوا بذنبهم، إلا واحد منهم. فقد أشار عليه البعض أن يتعذر بأي الأسباب، إلا أنه رفض لقوة إيمانه وصفاء سريرته، وجاء معتذراً للنبي صلى الله عليه وسلم مقراً بماجنت يداه. فكان أن قال بعد أن خرج منه: لقد كدت أن أعتذر بأي الحجج..وقد أوتيت جدلاً!9

فإن كنت تعتقد أنك امتلكت مفاتيح الكلم، فإنني أعيد عليك مقالة الصحابي الجليل رضي الله عنه: قد أوتي بعض زملائك ممن تنتقد جدلا، وإن لم يخض في كتبك ولم يتوفر له الوقت لكتابة المقالات الطويلة العقيمة من الفوائد. وإن كان عزاؤك فصاحتك، فهي ممن لم تفد الوليد بن المغيرة الذي أوتي الفصاحة كلها فكان ممن أرسل لامتحان صدق النبي صلى الله عليه وسلم وصحة ماجاء به من قرآن إلا أنه أبى واستكبر. ومع ذلك، فإن البعض الآخر منا قد تشرب اللغة وفصاحتها منذ الصغر، وسأنبؤك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرا!9

إنني لا أنوي من هذه المقالة أن أبين علو قدر أحد على غيره حاشى لله، ولا أن أزكي بعضكم على بعض. فكلنا عيوب وللناس ألسن وعيون. إلا أنني أجدها كما قال يوسف عليه السلام لعزيز مصر: اجعلني على خزائن الأرض. وفيها استدلال بقبول ذكر المحاسن لفائدة الجميع. وهئنذا أذكر لك امكانيات غيرك المتواضعه لأصل إلى الهدف من مقالي: ارتق فانتق، ولاتصغر خدك للناس..ولاتمش في الارض مرحا..إن الله لايحب كل مختال فخور! ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك!9

اكتب ماتكتب لتفيد وتستفيد، ودع الناس ترى جمال روحك ومركز عقلك. ولاتستغل ماوهبك الله في غير مايجدي ولاينفع.9

قضي الأمر الذي فيه تستفتيان.9

وفقنا الله وإياك لمافيه مصلحتنا ومصلحة الجميع،،9

أخوكم / العرزاله